Hit (6356) M-2098

الجدل العلمي بين العلامة محمد زاهد الكوثري ومعاصره الحافظ أحمد بن الصديق الغُمَاري المغربي

Yazar Adı : İlim Dalı : Fıkıh
Konusu : Dili : Türkçe
Özelliği : Makale Türü :
Ekleyen : Fıkıh Dersleri/2012-04-22 Güncelleyen : /0000-00-00

الجدل العلمي بين العلامة محمد زاهد الكوثري ومعاصره الحافظ أحمد بن الصديق الغُمَاري المغربي

للأستاذ الدكتور توفيق بن أحمد الغلبزوري

كلية أصول الدين- جامعة القرويين- تطوان - المملكة المغربية

موضوع البحث : الجدل العلمي بين العلامة محمد زاهد الكوثري ومعاصره الحافظ أحمد بن الصديق الغُمَاري المغربي

للأستاذ الدكتور توفيق بن أحمد الغلبزوري كلية أصول الدين – جامعة القرويين- تطوان – المملكة المغربية

مقدمـــة

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه ، وبعد ،

فإن أهل العلم من الأقران والمعاصرين لا يزال يرد بعضهم على بعض ، ويختلف أحدهم مع الآخر ، ويراجعه القول والكلام ؛ في القضايا والمسائل العلمية ؛ لأن ( كل واحد يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر ) كما قال الإمام مالك ، و ( ما منا إلا رادٌّ أو مردود عليه ) كما قال بعض الأئمة كذلك .

والاختلاف في وجهات النظر ، والردود في الأمور الاجتهادية ، ظاهرة طبيعية وصحية ، تغني الاجتهاد العلمي الفكري بخصوبة في الرأي ، وقوة في الأدلة ، ورؤية واسعة فسيحة ، ثم إن الاختلاف إذا اشتدَّ واحتدَّ - بعد ذلك – عند أحد المخالفَيْن أو كليهما ؛ بسبب اختلاف المناهج والرؤى ، سمي جدلا .

وقد خاض العلامة الكوثري جدلا علميا كبيرا ، ومعارك فكرية ؛ مع بعض معاصريه من العلماء ، وعلى رأسهم حافظ المغرب أحمد بن الصديق الغماري المتوفى بالقاهرة سنة 1380 هـ ؛ رغم علاقة الصداقة والمحبة التي جمعتهما ، والاعتراف بالعلم الراسخ لبعضهما البعض .

وكان سبب احتدام الجدل العلمي بينهما تعريض الكوثري بالغماري في موضعين من كتبه ومقالاته ، وانتقاده نقدا علميا ؛ قاسيا أحيانا ، وهذا دفع الغماري إلى الرد بكتاب سماه ( بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري أو رد الكوثري على الكوثري ) ، وجعله مقدمة لم تتم . وكان قد عقد العزم على مقابلة جل كتب الكوثري بردود من جنسها ، فيقابل النكت الطريفة للكوثري بالغارة العنيفة ، والتأنيب بسوط التأديب ، وإحقاق الحق بالتمزيق والخرق[1] ، ولكنه لم يفعل بسبب العلاقة الطيبة بينهما كما ذَكر في بعض رسائله .

وقد حاولنا في هذا البحث جَهْدَنا تتبع هذا الجدل العلمي ، والتركيز على منهج الجدل وآليته ، ومقصده وموضوعه ، وطريقته وأسلوبه ، مع طي ما لا علاقة له بالعلم من الألفاظ النابية والقاسية ، التي أقر بوجودها أخو الغماري العلامة عبد الله ـ وهو من محبي الكوثري وأصدقائه وتلامذته ـ حيث قال : ( فكَتب شقيقُنا ردا عليه ـ أي على الكوثري ـ جمع فيه سقطاته العلمية ، وتناقضاته ، وقسا عليه بعض القسوة[2] ) .

ومعروف أن كلام الأقران بعضهم في بعض يُطوى ولا يُروى ؛ لأنههم بشر يرضون ويغضبون ، والقول في الرضا غير القول في الغضب ، وإن المعاصرة حجاب ؛ كما هو مقرر في قواعد النقد في علوم الحديث .

وقد سلكت في هذا البحث خطة يجدر بي أن أبين خطوطها المجملة ، وهي على النحو الآتي :

ـ مقدمة

ـ المبحث الأول : بواعث احتدام الجدل العلمي بين العالِمَيْن

أولا : معنى الجدل العلمي وبيان أن الرجلين جدليان

ثانيا : مواطن الائتلاف والاختلاف بين الرجلين

ثالثا : ترجمة قصيرة للحافظ أحمد بن الصديق الغماري

رابعا : العلاقة بين الرجلين المتعاصِرَيْن وأقوال بعضهما في بعض

خامسا : ردود العلامة الكوثري على الحافظ الغماري

ـ المبحث الثاني : ملامح المنهج الجدلي في رد الحافظ الغماري على العلامة الكوثري

المطلب الأول : ملامح المنهج الجدلي العام

المطلب الثانـي : ملامح المنهج الجدلي التفصيلي

القسم الأول : ملامح المنهج الجدلي الحديثي

القسم الثاني : ملامح المنهج الجدلي الأصولي

أ ـ منهج الجدل في أصول الدين

ب ـ منهج الجدل في أصول الفقه

ونسأل الله تعالى العون والرشاد ، والتوفيق والسداد .

المبـحــث الأول :بواعـث احْـتِدَام الجـدل العلمـي بين العَالِـمَيْن

أولا : معنى الجدل العلمي وبيان أن الرجلين جدليان

1- معنى الجدل العلمي

أصل كلمة الجدل الشدة والغلبة ، واستعملت في المناظرة والمخاصمة ؛ لأنهما يحتاجان إلى قوة في الكلام والحجج . وتشترك المجادلة مع الحوار في كونها مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين ، إلا أنها تأخذ طابع القوة والغلبة والخصومة . وفي اللغة : تسمى شدة الفَتْل جدلا ، وجدلت الحبل أجدله جدلا : إذا شددت فتله وفتلته فتلا محكما ، والجَدل اللَّدَدُ في الخصومة ، ورجل جدِل شديد الجدال ، إذا كان قويا في الخصام ، وفي الحديث : ( ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ) [3] ، والجدل مقابلة الحجة بالحجة ، والمجادلة المناظرة ، والمراد به في الحديث المذكور : الجدل على الباطل وطلب المغالبة به لا إظهار الحق فإن ذلك محمود لقوله عز وجل : ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) " النحل : 125 " [4] .

وقد ورد لفظ الجدال في القرآن الكريم في تسعة وعشرين موضعا ، كلها مذمومة إلا في ثلاثة مواضع ، والجدل في الشرع نوعان : محمود مأمور به شرعا ، ومذموم منهي عنه شرعا وهو قسمان : جدل بغير علم ، وجدل لنصرة الباطل .

والجدل العلمي المحمود هو الذي أنشأ علما إسلاميا خاصا سمي علم الجدل والمناظرة : وهو علم يتعلق بقواعد نظرية وأخلاقية ، تضبط المباحثات والمناظرات ؛ لاستبعاد الخطأ والشك من النتائج التي يتوصل إليها المتناظران [5] .

2- بيان أن الرجلين جدليان

إن الاختلاف العلمي إذا اشتد واحتد عند أحد المخالفين أو كليهما بسبب اختلاف المناهج والرؤى ، سمي جدلا ، وقد كان الرجلان جدليين ؛ بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، وكتُبهما جلُّها ردود وتعقيبات ومناقشات جدلية ، ومناظرات عقدية وحديثية وفقهية،وهي أكثر كتبهما الباقية بأيدي الناس اليوم .

وكلا الرجلين حذق أساليب علم الجدل والمناظرة ؛ فلذلك جاءت ردودهما تحمل أحيانا أسلوبا حادا وعنيفا ، ونفسا ثائرة فائرة ، ولكنها أتت في نفس الوقت ؛ بمنافع علمية عظيمة ، وثمار شهية ، ما كان الرادون سينبعثون لها لولا الاستثارة للسواكن ، والاقتداح للكوامن ، مما يفضي إلى توقُّد الطبع،واحتدام الخاطر ، وتهيُّج النشاط ، وتوسُّع العلم .

وقد خاض كلاهما جدلا علميا كبيرا ، ومعارك فكرية ؛ مع بعض معاصريهما من العلماء ؛ حتى ملآ بذلك الدنيا وشغلا الناس ، وكانا في عصرهما قُطبَا الرحى لهذا الجدل الدائر ، الثائر والفائر .

فالعلامة الكوثري خاض جدلا علميا مع بعض علماء عصره : كعلامة الشام محمد بهجت البيطار، وعلامة اليمن عبد الرحمان بن يحيى المعلمي اليماني ، وحافظ المغرب أحمد بن الصديق الغماري ، وعلامة الحرم المكي محمد عبد الرزاق حمزة وغيرهم .

والحافظ الغماري سلك المسلك نفسه مع سائر معاصريه في المشرق والمغرب ؛ بحيث يجْهَدُ المرء في تتبُّع أسمائهم ، والكتبِ والرسائلِ التي أفردها في الرد عليهم ومجادلتهم .

ثانيا : مواطن الائتلاف والاختلاف بين الرجُلَيْن

يأتلف الرجلان ويلتقيان في موضوع التصوف ، وما يتبعُه من جواز التوسل ، وإقامة المحاريب ، وبناء المساجد والقباب على القبور ؛ والصلاة إليها ، وغير ذلك ، فالعلامة الكوثري كان صوفيا ، وله رسائل ومقالات في الدفاع عن التصوف ، وكذلك كان الحافظ الغماري ، فهو شيخ الطريقة الدرقاوية الشاذلية بطنجة بعد أبيه ، وله رسائل وأقوال في النفاح عن مذاهب الصوفية .

ويختلف الرجلان ويفترقان في : باب الأسماء والصفات من أبواب العقيدة ، فالغماري سلفي في هذا الباب ، والكوثري ماتوريدي منتصرٌ للماتوريدية غاية الانتصار ، وفي الفروع : فالكوثري يدعو إلى تقليد أحد المذاهب الأربعة المتبوعة ، واختار هو مذهبَ الحنفية ، وندد باللاَّمَذهبية ، وألف في ذلك رسالته (اللامذهبية قنطرة اللادينية ) ، والغماري يدعو إلى الاجتهاد ، والأخذ بالدليل ، بل يزعم لنفسه الاجتهاد المطلق ، وهو شديد على مقلدة المذاهب إلى حد الغلو في ذلك ؛ حتى إن له مؤلفا خاصا في ذلك سماه (الإقليد في تنزيل كتاب الله على أهل التقليد ) ، عمد فيه إلى تنزيل الآيات الواردة في المشركين والكفار على المقلدة .

وهذا الاختلاف أحيانا في الرؤية والمنهج بين الرجليْن كان من بواعث احتدام الجدل العلمي بينهما .

ثالثا : ترجمة قصيرة للحافظ أحمد بن الصديق الغماري[6]

هو الشيخ الإمام الحافظ ، والمحدث الناقد ، نادرة العصر، وفريد الدهر ، شهاب الدين ، أبو الفيض ، أحمد بن محمد بن الصديق الغماري الطنجي المغربي ، ولد عام عشرين وثلاثمائة وألف بقبيلة بني سعيد إحدى قبائل غمارة ، ونشأ وترعرع بمدينة طنجة ، ثم شد الرحلة إلى القاهرة ؛ فتابع دراسته على أكبر علمائها إلى أن برع في سائر العلوم الإسلامية ، وأقبل على علم الحديث الشريف ، وأتقنه جدا ، وصار متخصصا مجتهدا فيه ، أوحد عصره في علومه ، حافظا لمتونه ، بصيرا برجاله ، عارفا بصحيحه من سقيمه .

وكان على اطلاع واسع ، وذكاء مفرط ، وحافظة نادرة ، قوي الحجة ، بليغ العبارة ، فصيحا ، زاهدا، منقطعا لخدمة السنة النبوية ، حريصا على نشرها . وثار على الاستعمار الإسباني بالسلاح مرتين ، وسجن ونفي من وطنه .

وله مؤلفات ممتعة في الفقه ، والحديث وعلومه ، والتاريخ ... طبع منها الكثير ، ولا زال بعضها مخطوطا، وكان في الأصول على مذهب السلف ، وفي الفروع على مذهب أهل الحديث ، والعمل بالدليل يدور معه حيث دار ، شديدا على مقلدة المذاهب ، متصوفا ، معتقدا في ذلك .

توفي رحمه الله عام ثمانين وثلاثمائة وألف 1380 هـ من جراء مرض القلب العضال الذي كان يكابده ، في منفاه الأخير بالقاهرة .

وقد تركت ترجمة العلامة الكوثري ـ رحمه الله ـ لأن هناك ـ إن شاء الله ـ في بحوث المؤتمر من سيكفيني المؤنة ، وانصياعا لنصيحة اللجنة المنظِّمة ، وتجنبا للتطويل .

رابعا : العلاقة بين الرجليْن المتعاصريْن وأقوال بعضهما في بعض

لقد كان بين العلامة الكوثري والحافظ الغماري علاقة صداقة ومحبة ، رغم الجدل العلمي والاختلاف الفكري الذي كان بينهما ، إذ يصف الأول الثاني في كتابه الذي رد به عليه : ب ( صديقنا الأستاذ الكوثري)[7] ، ويقول مبينا منزلة الكوثري العلمية عنده : ( وأما الشيخ زاهد الكوثري .. فإنه عالم فاضل ، مطلع ، واسع الاطلاع والدراية ، مع المشاركة في كثير من الفنون ... وقد كنت شرعت في الرد عليه .. ثم توقفت لكون الرجل يدعي لنا بالمحبة والصداقة ، ولنا معه مجالس طويلة ، والحق أولى منه )[8] .

ويظهر أن العلامة الكوثري كان على صلة طيبة بالأسرة الصديقية الغمارية كلها بالقاهرة ؛ كتلميذيه : عبد الله بن الصديق ، وعبد العزيز ، أخوي الشيخ أحمد ، يقول عنه الشيخ عبد الله : ( كان بيني وبين الأستاذ الكوثري صلة وثيقة ، رغم سعي بعض الحاقدين لإفسادها ، وكان يقدرني كثيرا ، حتى إني لما استجزته قبيل وفاته بسنة استجازني ، وكان يسألني عن الأحاديث التي يسأله عنها بعض الناس ، واستمرت صلتنا كما هي إلى وفاته ، رحمه الله وأثابه رضاه )[9] .

Yayınlandığı Kaynak :
Yayınlandığı Dergi :
Sanal Dergi :
Makale Linki :
Otel Tekstili antalya escort sakarya escort mersin escort gaziantep escort diyarbakir escort manisa escort bursa escort kayseri escort tekirdağ escort ankara escort adana escort ad?yaman escort afyon escort> ağrı escort ayd?n escort balıkesir escort çanakkale escort çorum escort denizli escort elaz?? escort erzurum escort eskişehir escort hatay escort istanbul escort izmir escort kocaeli escort konya escort kütahya escort malatya escort mardin escort muğla escort ordu escort samsun escort sivas escort tokat escort trabzon escort urfa escort van escort zonguldak escort batman escort şırnak escort osmaniye escort giresun escort ?sparta escort aksaray escort yozgat escort edirne escort düzce escort kastamonu escort uşak escort niğde escort rize escort amasya escort bolu escort alanya escort buca escort bornova escort izmit escort gebze escort fethiye escort bodrum escort manavgat escort alsancak escort kızılay escort eryaman escort sincan escort çorlu escort adana escort